من حكايا الأرصفة
طفلان
كطفل كبير لقيت طفولتى المنسية فوق حافة الرصيف أحاول السير كلاعب سيرك . قبل أن تطأ قدماى رأس خياله رفعت إليه رأسى بينما لم يفعل ، عاقداً يديه خلف ظهره . حين نظر إلي يستبعدنى عن خط سيره فوق رصيفه اليومى لمحت عنادا طفوليا يقفز من عينيه .
لئلا يشعر بقهر ينسيه طفولته أهديته نصراً صغيراً لما انتحيت ليواصل سيره فوق حبل الرصيف كرجلٍ صغير.
رسالة
مازلت أزرع شوارع المدينة بهوايتى الأثيرة ، الخروج من البيت . كل صباح آراه ككنجارو قصير يتقافز بين سيارات الضوء الأحمر ، يتوقف لبعضها ، يهز رأسه بين كتفيه ثم يمد يده بنسخةٍ من جريدة ليعيدها بقطعتى نقود قبل أن يقذفه الضوء الأخضر إلى مقعده تحت مظلة الرصيف ليعيد تكويم جرائده.
هذا الصباح إنكفأ على رسالة ، لعلها من " البلاد " ، استغرقته حروفها المستديرة كنقش الفراخ فنسى كل ألوان الإشارة عند الميدان. حين إنحنيت الى رصيفه ألتقط جريدتى قرأت كل أحزان الرسالة بين ملامح وجهه الأسمر.
مقايضة
أسفل واجهة المقهى ناولنى النادل نارجيلة ، كنت أنفث دخانها فوق حواف الجريدة …بينما صفحاتها تنفث فىَ أحزاناً بلون أحبار طباعتها كلما فتشت عن خبرٍ من بلاد المقاهى والنراجيل.
قبل مغادرة المقهى أعطيته الجريدة و تباد لنا الإبتسام.
لقاء
عند العودة نبهنى تلازم ظلينا كأنى أ تبعها . أسرعت أبادلها الأرصفة ، إبتسمت تأتممنى فمسنى تفاؤل تزايد بإقتراب ظلها.
على الرصيف المقابل كان يقف وسيجارته يتبادلان الاحتراق وا لعصبية ،لكنه توقف عن ذلك حين لمحها تعبر إليه.
ممنوع
فى الميدان إجتلبت الإشارة جمعاً حول رجال يقتربون بمحفة من بعض جريدة بسطت تصل مابين الرصيف والأسفلت ، تحت الصفحة الأولى برزت يدٌ سمراء تقبض على ورقة مدماة استدارت حروفها كنقش الفراخ.
وسيارة كانت تهم بمزاحمة أهل الأرصفة أوقفتها مظلة ومقعد وكومة جرائد.
قرار
أبكر قلبى هذا الصبح مستيقظاً فاستحال عصفوراً أخضر، حط على شرفة غرفتي ولما يدخلها ضوء . هممت أمسك به فهم يطير، تركته مبتسماً.
قد كان يرددأغنيتك المفضلة،وأنا أستمع إليه بعزم ألا أدع الأغنية، محض أغنية.
سـمـر
بالأمس نصبت أفخاخ الذكرى فلم أفلح فى التقاط طيفك ، غمست إصبعى فى ضوء القمر لأرسمك فوق جدران الروح وأجعل لك ابتسامة بلون السمر فوق قد مرمرى اقتطعته من جبل يقال له " النور " وحين تد ببت إزميلاً يمنح الفراغ نصيبه من الكتلة البيضاء..
إستوسعت مكانا عند التأمل ، وبالصدر عصفور يغرد أغنية.
خطوة
اليوم إنفلق إصباح ،بغيمٍ رائع البهاء ،عن وجهك فاتسعت الإبتسامة كونا آخر وبرقت الغيوم قبل الإفساح للضوء الأول. لما شرعت ساق المرمر في الخطو إستوقفت البرق تاركة نصف المحملقين عميانا والنصف الآخر فى لعنة إنتظار الخطوة التالية . وأنا بينهما مستلقيا فوق كفي التأمل. أردد، فى صمت، الأغنية.
منقوووووووول